لم تبق منهم ديّارا ولا نافخ نار ، ولا تركت شيئا من الأبنية والعروش إلا
جعلته كالشىء الهالك البالي.
وبعدئذ ذكر قصص
ثمود فقال :
(وَفِي ثَمُودَ إِذْ
قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ ، ... فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ
يَنْظُرُونَ) أي وفى ثمود عظة لمن تدبر وفكر فى آيات ربه ، إذ قال
لهم نبيهم : «تَمَتَّعُوا
فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ» ثم يحل بكم من العذاب ما لا قبل لكم به ، فكذبوه
واستكبروا وعتوا عن أمر ربهم ، فأرسل عليهم صاعقة من السماء أهلكتهم جميعا وهم
ينظرون إليها ـ جزاء ما اكتسبت أيديهم من الآثام ، وارتكاب الخطايا والأوزار.
(فَمَا اسْتَطاعُوا
مِنْ قِيامٍ. وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ) أي فما استطاعوا هربا ولم يجدوا مفرّا ولا نصيرا يدفع
عنهم عذاب الله.
ثم ذكر موجزا
لقصص قوم نوح فقال :
(وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ
قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) أي وأهلكنا قوم نوح بالطوفان قبل هؤلاء ، بسبب فسقهم
وفجورهم وانتهاكهم حرمات الله.
الأيد والآد :
القوة ، لموسعون : أي لذو سعة يخلقها وخلق غيرها ؛ من الوسع بمعنى الطاقة ،
فرشناها : أي بسطناها ومهدناها من مهدت الفراش إذا بسطته ووطّأته ،